بالرغم من افتراقنا البعيد، ومحاولاتي المتتالية في أن أجعلك ماض كما اخبروني أنك فعلت؛ لكن رغما عني أجدك حاضري الذي أعيشه ومستقبلي الذي لا أرى سواك يلونه بهمساته وبسماته وروحك التي جعلتني أعود طفلة بين يديك .
جميعهم أخبروني أني أصبحت بعيدة عن عينيك وعلى باب قلبك في الركن الأيسر أنتظر الخروج بعيدا عن جسدك لأنك لا تجد من الوقت لتنظر في أمر قلبي المتهالك بجوارك.
لا أستطيع النظر لصورتك حتى في ذاكرتي؛ لأنه بمجرد النظر لعينيك أجدني عند باب قلبك أدقه من جديد علك نظرت في أمر قلبي الذي لم يكل عن محاولات التغاضي عما تفعل حتى أنه لا يفعل سوى أن يذكرني بكل ما صنعنا من واقع خيالي تشاركناه ببسماتنا ودمعاتنا وأحلامنا وواقعنا وحقائقنا وعثراتنا، بمجرد النظر إليك تجد دمعاتي مخرجا لتخبرني أني مازلت أحبك وأني لم يتسنى لي أن أنسى ذاتي التي دفنت بداخلك، بمجرد النظر لابتسامتك التي صنعتها بإتقان والحزن بعينيك لا يفارقهما رغم أنك رفعت راية النسيان بفخر وجدته كفخرك حين تبدع في كتابة ما يماثل كتابات كاتبك المثالي أجدني أحادثك وأستمع لحديثك الذي دائما ما تجعلني أقتنع به رغم تعارضه اللانهائي مع قناعاتي .
أفتقدك بعنفوان افتقادي لذاتي، كلما أتتني لحظات العذاب لإحساسي بعمق جرحك أجدني لا أريد الشكوى منك إلا إليك، وكلما تعثرت في فهم الأشياء لا أتفهمها مهما حاولوا تفسيرها؛ لا أستطيع الاستيعاب إلا لكلماتك، وكلما راودني إحساس فقد شهيتي للحياة لا يسعني سوى أن أتذكر كلماتك واقرأ أوراقك لأنه لا احد يستطيع الوصول لنقاط سقوطي فيقومني كما تفعل أنت .
ربما امتزاج أرواحنا جعلني جزء منك أو جعلك جزءا مني؛ ليس منطقي أن أقف هنا، لكن منطقي جدا أن أتساءل إن كان هذا إحساسي لم أراك متبلد المشاعر ؟! وتؤكد هذا بابتسامة عريضة حاولت مجددا أن أفسرها؛ لكن مع تأكيدك المستمر لا أجد سوى أنها تفسير لعدم مبالاتك واحتفاظك بقلبك من البداية في المبرد الداخلي حتى انك لا تشعر بمجرد نبذة تحركك بإيجابية ولو بمقدار زاوية صفرية، أو ربما أنا من تجهل ذاك الذي لا أعلم له تفسيرا سوى هذا !!