كنت أغفل عن زلات الحياة بجوارنا ، كنا نغوص في عالمنا حيث لا نستطيع ملاحظة الأحداث
من حولنا ، الآن أشعر بروحي تتركني أو ربما هجرتني تماما كي تستقر في جنبات روحك
حيث لا تشعر أنت...
تستطيع إخبار العالم بأنك لا تريد مخالطتي لكني اشعر بحديث داخلك مع داخلي ، أشعر بأن
دواخلنا لا تحوي الأبواب ولا الطرقات لتصل إلى ذواتها ، اشعر وكأنها مساحة شاسعة من
عالمنا الذي صنعنا نحن بأحلامنا وتحت سيطرة أرواحنا ، نسمع أصوات التهليل للنجاح حين
تستمر دقات القلوب بالتدافع لتسمع من حولها الفرحة ، فقط لا نراه بأعيننا...
الآن ، أشعر وكأنني أكتشف العالم من جديد ، فقط عرفته وأنت بجانبي تحمي الروح من
صدمات التخاذل بخيبة الأمل ، لم أكن اعلم ما يحدث حولي ، فقط قدمت لي كل ما هو رائع،
فقط تمتعت بالجمال حين كنت بجواري ، يراودني الآن حنيني بشدة لأضع رأسي لجانب ذراعك
واشعر بالدفء مع نسمات الهواء البارد وقطرات المطر وربما البرد أيضا ، لأشعر بالأمان
حين تقل بحنان : اهدئي فانا هنا بجانبك .
كالطفل يهدؤه أباه حين يصرخ من روع مشهد مفزع ، مفزع له فقط لأنه طفل ، كنت أنا
الطفلة لا تفقه إلا قليلا من قليل عرفته ، لكنك صنعت طفلة قوية ، أنا الآن كما أردتني
تماما ، لم أكن أعلم كل ما علمته إلا بعد أن مر الوقت ليقل قولي لأبيك الروحي وداعا ،
أنتي الآن لا تستحقين أن يجعلك في قلب روحه وسويداء قلبه ، فقط قررت أن يبقى بداخلي،
بقيت روحي تحتويه كي تحميه حين جاءت الصيحة الكبرى وأصبحت واعية بما يحدث ،
الآن أنا أشعر بموتي قريبا كما أخبر هو صديقتي .
حسنا ، سأصمت الآن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق