نظرت لنجمتها المتلألأة في السماء المعتمة مع غياب القمر نظرة أمل ودمعت عيناها وأرسلت
معها رسائل الشوق إلى من تحب وحدثته :
ما بالي أشتاقك ، أشتم رائحتك ، أتلفت باحثة عنك بين المشاة متلهفة أن ألمحك...
ما بالي أنتظرك كل مساء وروحك تتشبث بروحي مع كل قبلة تطبعها الشمس في كل صباح
على جبين العشاق...
ما بال عيناي تبكيك تحن لرؤياك وهي لا تكل أن ترسم دقائق ملامحك على كل وجه تراه وفي
أوراقي كلما أردت الهروب بكلماتي في كوخ استسلامي....
ما بال أجزائي تشتاق لطيفك المبتسم ، طيفك الذي طالما صاحبني في كل ثغرة مررت بها ،
لا أحتمل المرور بها دونك....
لا أستطيع الخروج من مظلة شوقي يا من أماتني فراقه....
تشتاق أسماعي لكلماتك ، حروفك المتشكلة في كلماتك الملحوقة بنقاط منقوشة
بحبك لي....
يفتقدك الطريق بجانبي ، تفتقد أصوات تضارب الأمواج لأصوات أنفاسك تخالط أنفاسي ،
حتى ذاك المكان قد تحول إلى مالم نتوقعه يوما "قهوة" كما تمنيت أنا دوما...
تبكيني الأشياء ويبكي لأجلي الناس ، حتى هؤلاء الذين نصبوا المحكمة حين رأوك بداخلي بكوا
حتى المرض ، لكن دون جدوى ، فقد ضاع الأمل ، فقدنا الأحلام ، وتاهت أنفسنا مع رغباتهم ،
وتقوقع الحب بداخلنا أبى الإنطلاق....
لكني سأظل عند ذاك العهد على صفحات مصحفي وسأعيش على فحوى الذكريات لحين تعيدك
لي الذكريات ذاتها فلا تجعل منها كوما من رماد يضفي الحسرة على قلب أحبك وفقط...
أحبك وسأظل أنتظرك....
انتهت من كلماتها ، وجلست على أريكتها تنتظر الجواب فأغمضت عينيها ليمر أمامها شريط الذكريات...
تجاهل حبيبها كلماتها ، لم يستشعرها حينها....
بعد زمن ، جاء إليها وجدها لازالت تنتظره فوضع كفه على كتفها برقة ثم جاء من أمامها ليرى
وجها حفر عليه آثار زمن الإنتظار ، ظل يعاتبها ويحدثها ، يرتجيها ليسمع منها ردا ظنا منه
أنها تتجاهله كما فعلت قبلا في صباها حين أدركهم الحدث....
قبلها بين عينيها كما كانت تحب ، قرب منها ليسمع دقات قلبيهما كما كانت هي تفعل ، فلم يسمع
سوى دقات قلبها بداخله أما قلبه فقد توقف...
ظل يرتجيها لتسمعه صوتها الذي اشتاق إليه وليتأمل عينيها التي تأخذ لون حبات اللوز كما كان يصفها...
صرخ ، بكى بين يديها كالطفل لكن دون جدوى....
هدأ ، وضع كفه بين كفيها ورأسه بين ذراعيها كما كان يفعل ، ظل يحكي لها ما مر به دونها
ويخبرها بكلمات العشق التي كتبها من أجلها حتى أخبرها :
ها نحن ، أرانا هناك كما كنا نحلم دائما ووضع رأسه على صدرها وأغمض عينيه....
*عشقها فتعلقت روحه بروحها ، ظلا دائما بعيدين قريبين حتى فاضت روحيهما....
* إن رسائل الشوق ليست بحاجة إلى مرسل ، تستشعرها الأرواح ونظل نتهرب ونوهم أنفسنا بالنسيان ، يأخذنا الشوق فنتكبر أن نتنازل ونتسامح وتمضي الأيام فنتيه بين الأمل وظل الأمل حتي تأتينا الحسرات مع وقوع ما لم نتوقعه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق