وكما قررت أن أكتب قبل النّوم كلّ ليلة حتى تأتي تلك الليلة التي سأنام بها دون حديثٍ يسبقني إلى الوسادة ، ها أنا أكتب اليوم بشكلٍ أفضل من ليلة الأمس ولا أُنكر أنّ تحسّن حالتي يأتي من السكون بنفسي وقلمي وبعض العزلة الطفيفة عن النّاس ، أولئك الذين يخذلونا كما لن يفعل القلم يومًا ولن تفعل الكلمات وحتى الكُتب حين ينقطع المزاج عن الكتابة .
شعرتُ أنّي بحاجة لسماع أغنية من تلك التي تجعلني أكتب دون ما أشعر بالقلم بين يديّ ، وقد راودتني روحي عن منير إلّا أنّ الفكرة أقلعت عنّي حين تذكرت صديقًا لم أتحدث إليه من شهور، وقد تعلّق صوت منير بذاكرتي بكتابه وتلك الدموع التي جعلتني أُعيد قراءة الكتاب أكثر من مرتين على غير عادتي ؛ رُغم أنّ شخصًا يُمكن أن يراه كتابًا عاديًا إلا أنّ شيئًا كان مشتركًا بيننا تلك الأيام جعلني أبكي
لم يعد يهمّني بُعد أيّ شخص بقدر ما تهمني أسبابه ودوافعه ، نحن لا نعرف دومًا قيمة الأشخاص لنا أو قيمتنا لهم .
أنا أفتقد كلّ شخصٍ قال لي كلمة ذات يوم ، رُبما هُييء لي شهورًا أنّي لن أفتقده أبدًا ورُغم أنّي من أغلقت الباب إلا أني افتقدته يومًا وأتذكّره كلما تسلل إليّ صوت منير .
أنا أفتقد كلّ شخصٍ قال لي كلمة ذات يوم ، رُبما هُييء لي شهورًا أنّي لن أفتقده أبدًا ورُغم أنّي من أغلقت الباب إلا أني افتقدته يومًا وأتذكّره كلما تسلل إليّ صوت منير .
دارت كلّ تلك الأفكار برأسي في حين استقرّ بي الـ MP3 أو استقريت به عند صوت وردة حين أخذتني بعيدًا عن كل شيء وهي تُحدّث حبيبها بشجن :
أنا بعشق الطريق
لإنه فيه لقانا
وفرحنا وشقانا
واصحابنا وشبابنا
وفيه ضحكت دموعنا
وفيه بكيت شموعنا
وضاع فيه الصغير
أنا بعشق الطريق
وهنا توقّف كلّ ما أردت البوح به !
بليلةٍ صيفيّةٍ رطبة
24/8/2012