رسائلي إليك تأتي متقطعة متقاطعة ، أعلم أنّك ستنتقدها أدبيًا للحدّ الذي سيجعلني أُمزقها !
لكن لابدّ من أن أكتب إليك ، فقد اشتقت ولا مخرج لي سوى الأوراق وحبر القلم .
أتردد في الكتابة إليك ، رُغم أنّني لم أتلّقَ منك أي ردود !
انقطاع ردودك يُشجعني أن أكتب إليك أكثر ، لأنّ مُجرد وصول رسائلك لصندوق البريد يَجعل قلبي يدقّ أكثر من أي وقت ، يدقّ بتخبط كما يكتب قلمي كلّ مرة إليك بتخبّط أكثر !
أتردد في كتابة الرسائل ثم حين أكتب الرسالة أتردد في إرسالها ، مُترددة في بعث الرسائل إليك كي لا يصلك وجعي لكن ؛ لكنّي أموت ببطء ولابد أن يصلك شيء منّي أو يصلني شيء منك !
حين أسمع فيروز ، أتذكّرك ، وأبكي !
فصوتها يُحرّك كلّ ما هو عميق ، وأنت أعمق ما بداخلي !
حين أسمعها تُغنّي ، أتمنّى لو استمعت إليها بجوارك ، بروح تحبّ دون وجع .
على بُعد سنوات فراقنا ، ما مررت بفقدٍ كما أمرّ اليوم .
حين سافرت تلك المرة دون أن تُخبرني ، شعرت كما أشعر الآن ولم أكن أعرف أنّه بسبب سفرك ، لم أكُن أعلم أنّ روحي تفتقد أنفاسُك ، وتفكّرت قليلًا بعد أن أخبرتني إحداهن بسفرك : لمَ لم يُخبرني ؟
وأنا أسألك اليوم لمَ لم تُخبرني بسفرك بأي طريقة كانت ؟
ولمَ كنت تنتوي السفر هذه المرة دون أن تُخبرني ؟
لمَ تستهين هذا الحدّ بقلبي الذي امتلكته دون إرادة كلانا ؟
وعدّتني بعد انتظار طويل ، أن تكتب إلي ولم تفعل ، ولم أتلّق سوى وجعك الداخليّ الذي أشعره حين تأتيني روحُك ، فقد سافرت وما نظرت وراءك ، لم تتذكّر تلك الدموع التي ودّعتك دون أن تراها .
أتفكّر اليوم ، هل كنت ساذجة جدًا باعترافي الأخير لك ؟
هل كنت ساذجة جدًا حين فكّرت في أن أودّعك ؟
وهل كنت أكثر سذاجة حين قررت أن أُودّعك بكلمة حب ؟
زعلي طوّل أنا ويّاك ، وسنين بقيت
جرب فيهن انا انساك ما قدرت نسيت
إن قرأت رسالتي هذه ، فارحم ضعفي تجاهُك !
أُحبّك جدًا رُغم كلّ شيء ..
أُحبّك جدًا رُغم كلّ شيء ..
كُن بخير .
جميلة
ردحذفتحياتى