قد كانت تلك ليلة لا تُنسى ، أنا أمتلأُ فرحة حين أتذكّر إيتسامة أعيننا ، إبتسامة عينيك جميلة جدًا .
منذ شهور - رُبما أصبحت أعوامًا - لم أشعر بفرحة كهذه .
أنا يا عُمَر أُحبّك كثيرًا ولتكن بجواري كلّ العُمر ، ولتكن دموعي كلّها بين يديك بعد هذا اليوم ، أعلم أنّك ستغضب حين تقرأُ دموعي لكن أنا مؤمنة تمامًا بأن وجع الحياة وحده كفيلٌ بكلّ الدموع ، وجع الحياة ذاتها ، مؤلم جدًا أن نحيا يا عُمَر .
أنا إن كنت أحببت رجلًا ثلاث أعوامٍ دون أن يستحق ، فسأُحبّك أعوامًا قادمة ، أعلم أنّ معرفتك بهذا يؤلمك كثيرًا وكلما نظرت بعينيّ تذكّرت آخر رسائلي لكن ما من حبٍ ينتهي بين يومٍ وليلة ، أحببت أن أُنهيه كما يجب أن أُنهي حبًا يليق بي ، ما من حبٍ حقيقي ينتهي هكذا .
أعدُك ألا ينتهي حُبّنا أبدًا ، أنا كنت صغيرة حين تخلّيت عن حُبّي الأول ، تخلّيت عن جزءٍ منّي لكنّي استطعت إستعادتي وسأُفني حيواتٍ قادمة في حبّك وحدك .
أتذكُر دموعي حين رأيتُك للمرة الأولى ولم تكن تعرفُ منّي سوى كلماتٍ رُبما مبعثرة تمامًا في رثاء رجلٍ آخر ؟ هذه آخر دموع النّدم على ما مضى ، أنا لست نادمة على كلّ ما مر بي من آلامِ ومواقف ، أنا فقط نادمة على الحُبّ الذي كان من السّهل جدًا جعله رمادًا .
أعرف أنّك بجواري اليوم وغدًا ، ولكن لتنظُر بعينيّ دون غضب حين أقول لك : حاول أن تتعرّف إليّ جيّدًا كي تتذكّرني جيدًا ساعة الفراق فلا تعودُ لتتسبب بجُرحٍ أعمق من جُرح خسران هذا الحب .
إنتظرتك حين كنت لا أعرفك ، لكنّي لا أعدُك أن أنتظر بعد الفراق .