دائما ما تأخذني الأقدار ؛ جميعها تنتهي بي إليك ، لا أدري هل يكن الحب أحيانا لعنة أو هو أساسه لعنة ؟!!
هل يمكن للحب أن يجعلك كيانا مني أو يجعلني كيانا منك أو يجعل كلانا كيانا متوحدا؟!!
أشعر بك الآن تخترق الصفوف لتقل ما أردته دائما ، فلنقل لا بكل ما أوتينا من قوة تجعلنا أحرار العقول والأجساد ، فلنتحقق مما رددته دائما :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
فلتكن ثورتك ولتكن ثورتي ، تختلط الأمور بداخلي كليا ، لم أعد أرى صوابا ولم أعد أميز خطأ ، لم أتذوق في كل مرة سوى القهر وفقط ، في كل مرة تتأكد لي صحة كلماتك ، في كل مرة لا أستطيع التحدث سوى أمام مرآة عينيك ، تظهر لي الصواب بالأحمر الفاقع والخطأ بالأسود القاتم وما نناقشه معا وتقنعني أنت به بالرمادي التي تفضله أنت .
أرى الآن ثورة الشعب في ثورتك التي أشعلها الزمان بداخلك كما فعلها معنا جميعا وقرنائنا ، وحركت من هم أقل سنا ومن هم أكبر، لا أعلم إن كانت حقيقة ما بداخلنا جميعا سواء ، فدائما ما كنت تخبرني بوجود الكثير من النوايا تختلف مع براءة ما بداخلنا وقليلين هم من يمكننا الوثوق بهم لكني لم أتعلم الدرس بعد يا عزيزي .
وددت لو اعترفت بما كنت تريدني الإعتراف به ، فتاة مقهورة لا تملك من أمر نفسها سوى أن تختار لون ثيابها أو كيف سيكن لون خصلات شعرها حتى أثبت أني لازلت أرتديك .
أتمنى الآن لو تعد بي الأيام لأثبت لك حقيقة إن كنت أحبك بطريقة تختلف مع ما فعلت سابقا ، طريقة الواحد جمع الواحد يساوي الاثنان ، طريقة المباشر الذي يثبت بطريقة محسوسة تراها الأعين ؛ بالرغم من أني أثبتها قبلا بطريقة حسبتها تناسب أمثالي وأمثالك ممن ترددوا على العالم البعيد مرات عديدة ، ترددنا عليه ورأينا الجمال بقلوبنا ، شعرنا الحب بنظرات أعيننا ودقات قلوبنا تواترت لتعزف لحننا المفضل ودماء الحب تدفقت في شرايين الأمل بداخلنا تغنيه بالصوت الذي عشقناه معا.
إن كان ذاك الذي كان بداخلنا جنونا ، فلم لا؟! لم نتهرب من أن يكون جنون ، فالعقلاء هم من سيصفونه بالجنون ، فقط من سيصفه بالطبيعي هو المجنون ، فليكن الجنون صفتنا التي تميزنا وما الخطأ في هذا وقد اعترفنا بأنفسنا بذاك الذي يصفونه جنونا؟!
لم ولن أندم على فعلة من أفعالي الحمقاء بقدر ما ندمت على نفيي تهمة الجنون عن ذاتي ، فإن كان جنوني لأني اخترتك فهذا هو الحب ، وإن كان حبنا جنونا فذاك هو العشق ، لما أضعنا جنوننا هباء لأجل متعقلين ليسوا بعقلاء ليتفهموا جنوننا؟!
ثورة شعبنا تشبه ثورتي تماما ، تلك التي تهاجمك كل ليلة حين توشك عينيك على تطابق جفنيها لترسم النوم ، ثورتي تلك التي ستمتد لتجعلك لا تنام أياما وشهورا قادمة ، ولن تهنأ بيوم هاديء دون أن يطرق قلبك باب عقلك ، وإن لم يستجب ستهاجم دباباته مستعمرات عقلك لتفككها باستيراتيجية جعلك قلبي أسيرا لك ، حينها ستأتي إلي في هدوء لأقل لك " سأجعل جنوني يسيطر على عقلي لأستمتع بحبك كل دقيقة كما كنت دائما " ستنحني أنت في هدوء لتطبع قبلة على جبيني كتلك التي أسرتني بها قبلا لأعود أسيرتك ثانية وتعلن وكالات أنباء قلبك أني لن أكون لغيره وأن الحال الراهن ليس هناك أي احتمالات لتغييره إلا حينما تفارق روحي جسدها في أحضانك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق