دائما جئتني قدرا ، دائما أخذوك قهرا ، دائما أخذتني طوعا ، دائما جئتك شوقا ، دائما جئتني هربا ، دائما أخذتك وهجرتك حباً....
دائما التقينا لهفة ، دائما احترقنا شوقا ، دائما بكيتك وبكيتني ، دائما خذلتك وخذلتني ، دائما بقيت بداخلك ودائما ظللت غطائي وكسائي وهوائي ومقومات حياتي اجتمعت في اسمك...
دائما أحببتك ودائما أحببت ذاتك لأنك أحببتني...
**دائما كنت ملهمي إبداعا وكنت ملهمة خرابك ، وهي أصبحت ملهمة عزائك...
الآن ، وعلى بُعد أيام قليلة سبقت يومي هذا ؛ حين التقيتك ، وجدتك كما رايتك دوما ، مبهرا في عقلانيتك ، متمكنا في جنونك ، مميتا في رجولتك ، طفلا في براءتك ، شرسا في عتابك ، جاهليا في حبك...
أكدت لي بنبرة واثقة أني بعد هذا اللقاء سأكتبك ، وأكدت لك بذات نبرة التحدي أني سأكتب غيرك ، وأني سأكتب لقائي مع رجلا لا يشبهك على الرغم من انه بداخلك...
وها أنا ذا أسطر وعدي وأخلص في تسطيره بدقة حيث لا تستطيع اكتشاف ذاتك داخل السطور...
لن اسطر موعدنا أو كلماتنا أو انفعلاتنا أو تضارب دواخلنا أو مشاعرنا الغامضة في عينينا أو أيا مما سأبذل قصارى جهود كاتبة متبدئة وأديبة تحترف الأدب على الواقع كي أصفه دون ابخاسه حقه في الوضوح والصدق والحقيقة والمنطق والخيال أيضا...
لقاؤنا يا عزيزي لا يوصف في ورقة ولا ورقتين ، ولا أستطيع أن أميته الآن في كتابة وأنا أريده حيا بداخلي ، لقاؤنا لا يستحق اقل من رواية وإن كان يوصف في أكثر، إن أسعفتنا الكلمات يمكنني كتابته ويمكنك كتابته "بعيدا عن نصيحتي بأن لا تكتب عن الحب" ، حتما سيؤدي إلى أسطورة لا مثيل لها في الأساطير اليونانية تلك التي عُبأت بها رأسي رغما عني ، لأنه لا أسطورة أعظم من أسطورة الواقع ولا كتابا أكثر دقة في وصفه من الحياة ، ولا كاتبا أكثر براعة من القدر...
أعقاب السجائر تلك والمعطف الأسود ورجولتك وبعض من جنوني وأنوثتي والمشاعر المختلطة في ذرات الهواء بيننا ، تعطي مزيجا لأسطورة عشقية لن يكون لها مثيل إن نحن حاولنا ترتيبها بإبداع ورسمتها أنت في لوحة كتابية لأنك تتقن الرسم بدوني وتتقن الكتابة فوقي...
فلنلتقِ في زوبعة جنون أخرى...