12 مارس 2011

فلسفة "خزعبلات"




 لا أدري لم الآن!!
لا أدري بأي حق تأتي ذاكرتي ببقاياك لتذكرني بأنك لازلت هنا بجواري مهما تجاهلت وجودك!!
لا أعلم إن كان تجاهلي لأفكاري يزيد من التفكير بك أكثر من التجاوب معها ومشاركتها بكائها السري !!
لا أتفهم غيابك أيها القاسي حتى على قلبك ، ربما لم يعد هو الآخر ملك لك لانك قتلته ...


لن أفكر كثيرا في حالك فأنت الآن مجرد ذكرى مرقعة الأطراف والجوانب ، تلملم من بقايا الحب والشوق والحنين وتصنع غطاءا جديدا من الكراهية واللامبالاة...


قصتنا مجرد ماضٍ انتهى وتراكم عليه غبار البُعد وكثيرا من ثلوج البرود الذي انتاب قلبينا ، حتى الأشياء التي شاركتنا لم أعد أذهلها حين أمر عليها وحيدة دونك ، والأمنيات حين أحققها وأبتسم لم تعد تعطني وجه الاستغراب المستورد من زُحل فأنا اصبحت قادرة على الابتسام دونك ، أصبحت حياتي دونك لا مبرر لتعكير مزاجها الطموح ولا أسباب لجعل دموعها تنهمر حد حفر أخاديد الحنين على وجنتيها...



لم تعد أنت الملِك المنتظر لكي تستقبله بوردية جمالها ونضوجها.
لم تعد أنت من يمكنها بذل نضارتها لتسعده ، ودفع روحها لتحيا دواخله.
لم تعد أنت الامل ولم تعد طريق الحلم.
لم تعد سوى ذكرى ممزقة المشاعر تائهة  بين عقل وقلب جريحين.


ها هي الكلمات ثانية ، ترهقني بالإختباء خلف صخور العثرات ، وها هو لساني بعد أن أرهقني تدريبه يخذلني أمام كبريائي ، وها هي دموعي تأبى ارتياحي وتتجمد في محاجر عيني ، وها أنت تخذلني كما تخذلني دوما وتختفي صورة شيطانك ليظهر الملاك الذي رسمته في صورتك ولم أعد أستطع مهاجمتك الآن...


وما بيدي أنا إن كنت لا أستطيع تمزيق
أو حتى تشويه صورتك الملائكية تلك ؟!
وما ذنبي إن كنت أحببتك أنت ؟!
وما أنت إن لم تكن هو؟!
وأين ماضي إن لم يكن أنت؟!
وأين ذاكرتي إن حل نسيانك بديلا عن ذكراك؟!


تائهة هي كلماتي ، ومبعثرة هي أفكاري ، متحجرة هي دواخلي ، ومضطربة هي سواكني ، متألمة هي جوارحي ، وصابرة هي دوافعي ، متصبرة هي مشاعري ، مريضة هي ذاكرتي ومقتولة هي روحي...


أنت ، وما أنت إذاً لأتذكرك إن كانت ذكراك تؤلمني لهذا الحد؟!

ما أنت سوى خاذلي بينما تصورتك ناصري ، ما كنت يوما حبيبا ولا صديقا ، ما كنت مطمئنا ولا كريما ، ما كنت دقيقة مخلصا أو لحظة صادقا ، لم يكن صمتك حزنك بل هو خبثك ، ما انتظرتك إلا وخذلتني ، ما انتظرت مجيئك لأمني نفسي بالأمان إلا وسبقتك وساوسك ، وما انتظرت هاتفك ليطمئنني حتى يأتيني بطعنات الزمن وتتوالى الدقائق بعدها كدهور السرطان الخبيث الذي يداهمك دون إنذار...

ما من شيء حسبتك عليه إلا واكتشفت أنك موبقه 
ما أنت سوى قاتلي بينما ظننتك عاشقي 
وما أنت سوى غريمي وحسبتك محبوبي 
وما أنت سوى جنيٌ حاوٍ بين اثنين من البشر!!


أنت على وشك الإغتراب !

هناك تعليقان (2):

  1. بسم الله والصلاة علي رسول الله
    آلامك تنبض دمعا كثيفا كلنا نحسه...ونعرفه ..وكم عانيناه.
    وأجمل ما قرأته..
    وما بيدي إن كنت لا أستطيع تمزيق أو تشويه حتي صورتك
    الي..
    وأين ذاكرتي إن حل نسيانك مكان ذكراك..
    حقا أبدعتي..

    أسعدني مروري جدا.

    ردحذف
  2. ومرورك أسعدني ايضا:)

    اجمل ما في الكتابة أنها تشكل لوحات كل يحللها بمنطقه :)

    شكرا...اسعدتيني :)

    ردحذف